Friday, December 14, 2012

الطريقة الخامسة: التخريج عن طريق النظر في صفات خاصة في السند الحديث أو متنه


الطريقة الخامسة: التخريج عن طريق النظر في صفات خاصة في السند الحديث أو متنه
عندنا أردنا أن نخرج الحديث فانه يمكننا أن نخرجه بأي طريقة من الطرق السابقة،أما الطريقة الخامسة فإنها تضيف شيئا جديدا، وهو أنه إذا رأينا في حديثنا المراد تخريجه –أي في متنه أو سنده أو فيهما - حالة أو صفة ظاهرة، ثم البحث عن مخرج ذلك الحديث عن طريق معرفة تلك الحالة أو الصفة في المصنفات التي أفردت لجمع الأحاديث المتصفة بها في المتن أو في السند. كأن يكون قدسياً، أو مسلسلاً، أو مشتملاً على مبهم، أو على بعض علوم الحديث مثل كون السند مشتملاً على "عن أبيه عن جده"،، أو متواتراً، أو السند أو المتن معلولاً، أو موضوعاً وغيرها.
وفي هذا المجال ننقسم الصفات الظاهرة في الحديث إلى ثلاثة أقسام، وهي:
-       الصفات الظاهرة في متن الحديث
-       الصفات الظاهرة في سند الحديث
-       الصفات الظاهرة في متن الحديث و سنده
الأول - الصفات الظاهرة في متن الحديث
أ‌)            إما أن يكون متن الحديث مما تظهر عليه أمارات الوضع، وذلك لركاكة ألفاظه أو فساد معناه أو مخالفته لصريح القرآن أو السنّة الصحيحة. فأقرب طريق لمعرفة مخرجه هو النظر في كتب الموضوعات، منها:[1]
-       الموضوعات من الأحاديث المرفوعات ويقال له كتاب الأباطيل للحافظ أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزقي (543 هـ)
-       الموضوعات الكبرى لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (597هـ)
-       المصنوع في معرفة الحديث الموضوع المسى بـ - الموضوعات الصغرب، للشيخ علي القاري الهروي (1014 هـ)
-       اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي.
-       تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة لأبي الحسن علي بن محمد عراق الكناني (966 هـ)
ب‌)      أما أن يكون من الحديث القدسية: فنستعان بالكتب التي اختصت بجمع الأحاديث القدسية، منها:
-       مشكاة الأنوار في ما روي عن الله سبحانه وتعالى من الأخبار لمحي الدين محمد بن علي بن عربي الحاتمي الأندلسي (638 هـ).
-       الأحاديث القدسية وهو من تأليف لجنة القرآن والسنة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر.
-       الاتحافات السنية بالأحاديث القدسية للمحدّث الكبير زين الدين عبد الرؤوف المناوي (1031 هـ)[2]
ت‌)      وزاد دكتور توفيق أحمد سالمان صفة من صفات ظاهرة في متن الحديث هي أن يكون متن الحديث مشهورا أي شهرة الحديث على الألسنة، فنستعان بالكتب المؤلفة في الأحاديث المشتهرة، منها:[3]
-       المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة لمحمد عبد الرحمن السخاوي ( 902 هـ)
-       الدرر المنتثرة في الأحاديث المستهرة لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (911 هـ)
-       كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديثعلى ألسنة الناسللشيخ العجلوني ( 1162 هـ).
الثاني - الصفات الظاهرة في سند الحديث[4]
أ‌)       أن يكون الإسناد مسلسلا فنستعان بالكتب التي جمعت الأحاديث المسلسة، منها:[5]
-       كتاب المسلسلات الكبرى للحافظ السيوطي، وقد اشتمل على خمسة وثمانين حديثا مسلسلا.
-       المنأهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة للحافظ محمد عبد الباقي الأيوبي (1364 هـ)، وقد جمع فيه 212 حديثا.
-       الفوائد الجلية للشيخ محمد عقلية المكي.
ب‌) أو يكون الإسناد مرسلا، فنستعان بكتب المراسيل التي جمعت كثيرا منها، مثل:[6]
-       كتاب المراسيل لابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد الحنظلي الرازي (327هـ)
-       كتاب المراسيل لأبي داود السجستاني (ت 275هـ).
ت‌) وأما أن يكون رواية الآباء عن الأبناء، فنستعان بكتبها، منها:[7]
-       كتاب رواية الآباء عن الأبناء لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463 هـ).
ث‌) وأما أن يكون رواية الأكابر عن الأصاغر، فنستعان بكتبها، منها:[8]
-       كتاب ما رواه الكبار عن الصغار والآباء عن الأبناء  للحافظ أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الوراق (304 هـ)
ج‌)  أو يكون الإسناد متواترا، فنستعان بكتب المؤلفة في الأحاديث المتواترة، ومنها:[9]
-       كتاب الأزهر المتناثرة في الأخبار المتواترة للحافظ السّيوطي (911 هـ)
-       نظم المتناثر من الحديث المتواتر لأبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني.
الثالث - الصّفات الظاهرة في متن الحديث و سنده
وقد وجدت صفات وأحوال يشترك فيهما السند والمتن معا وذلك كالعلة والإبهام.[10]
أ‌)       فإذا كان في الحديث علّة: فلنستعن بالكتب المصنفة في ذلك، ومنها:
-       علل الحديث للإمام ابن أبي حاتم الرّازي (327 هـ)، وهو مرتّب على الأبواب الفقهية.
-       كتاب العلل الواردة في الأحاديث النبوية للامام الحافظ ابي الحدسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني (385 هـ)
ب‌)        فإذا كان في الحديث إبهام: فلنستعن بالكتب المصنفة في ذلك، ومنها:
-       كتاب الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب البغدادي (463 هـ)
-       المستفاد من مبهمات المتن والإسناد لأبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي (826 هـ)، وهو مرتب على الأبواب الفقهية وهو من أجمع الكتب في هذا الباب وأنفعها.
ونقول إن كيفية تخريج الحديث من كتب هذه الطريقة الخامسة سهلة ، لأن الحديث المطلوب تخريجه إذا اتصف بإحدى الصفات المذكورة من القدسية، أو التسلسل، أو ما إلى ذلك، فما علينا إلا أن نتجده إلى الكتب المؤلّفة فيها نجد هناك مطلوبنا، فنخرجه منها حسب الطريقة التي رسمناها في السابق.


[1]د. محمود أحمد الطحان، أصول التخريج ودراسة الأسانيد الأسانيد، ص 129. وانظر أيضا: نظرات في علم التخريج للدكتور توفيق أحمد سالمان، ص 181.
[2]انظر:نظرات في علم التخريجللدكتور توفيق أحمد سالمان، ص 181.
[3]د. توفيق أحمد سالمان ، نظرات في علم التخريج، ص 181.
[4]اصطلاحا هو تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة، وللرواية تارة أخرى. وصفات الرواة إما أقوال أو أفعال وأنواع كثيرة غيرهما كمسلسل التشكيك باليد والعد فيها. محمدصديق المنشاوي، قاموس مصطلحات الحديث النبوي، (القاهرة: دارالفضيلة، د.ت)، ص 113.
[5]د. محمود أحمد الطحان، أصول التخريج ودراسة الأسانيد الأسانيد، ص 131.
[6]د. محمود أحمد الطحان، أصول التخريج ودراسة الأسانيد الأسانيد، ص 131.
[7]المصدر السابق
[8]د. أحمد بن عايش بن عبد اللطيف البدر، مبادئ التخريج ودراسة الأسانيد، ص 168.
[9]د. توفيق أحمد سالمان، نظرات في علم التخريج ص 179.
[10]توفيق أحمد سالمان، نظرات في علم التخريج ، ص182-183.

No comments:

Post a Comment