Friday, December 14, 2012

أهمية التخريج وغرضه


أهمية التخريج وغرضه
تعود أهمية التخريج وفضله لارتباطه بالمصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، وثاني الوحيين الشريفين حيث أنه يعيّن الباحث على التبحّر في خدمة السنة النبوية وعلومها ويسدّ حاجة طلبة العلم الشريف للوصول إلى ما يريدون الاستشهاد به، وتمييز صحيحه من سقيمه وكذا يشحذ همَمَ نقلة العلم النبوي لخدمته بمعرفة كيفية التنقيب عن الحديث واستخراجه والوقوف على متنه وإسناده ومِنْ ثمّ درجته ومعناه.

وما كانت حاجة السلف إلى تدوين هذا العلم قائمة لتمرسهم في الحديث وطرقه ورجاله كأنهم ينظرون في صفحة واحدة، يأخذون حاجتهم دون عناء يذكر، أما في عصرنا الذي نعيشه حيث الغربة عادت لهذا الدين كما بدأ غريباً. فإن الحاجة أضحّت ملحة لكتابة مبادئ هذا العلم للمبتدئين حتى تبعد عنهم الغربة وتزول عنهم الوحشة ليسيروا على درب هذا العلم يصحبهم حسن الفهم، وصلاح النية والقصد علة يرزق حظا من هذا العلم تؤهّله للدخول في عدد أهل الحديث.
لكل علم غرض وكذلك علم تخريج الحديث، وله أغراض متعدّدة من أشهرها:
‌أ.       معرفة مصدر الحديث: أي موطنة الذي ذكر فيه من كتب السنة.
‌ب. معرفة حال الحديث: أي درجته من حيث القبول والردّأي هل الحديث صحيح أو حسن فيقبل أو ضعيف فيرُدّ.[1]
واتفق العلماء على أنّ من شروط المجتهد أن يكون عالما بالأحاديث المتعلقة بالأحكام، وعلم التخريج هو السبيل للوصول إلى تلك الأحاديث، ومعرفته إلزم اللوازم لكل مشتغل بعلوم الشريعة لاسيما من اشتغل بالحديث وعلومه، فلا يسوغ الطالب علم أن يستشهد بحديث ولا يعرف مكانه في كتب السنّة أو إسناده ودرجته.



[1]د. أبو محمد عبد المهدي بن عبد القادر بن عبد الهادي، طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ص 11. و نظرات في علم التخريج، د. توفيق أحمد سالمان،  ص 20.

No comments:

Post a Comment