Tuesday, September 11, 2012

تخريج الحديث: حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحَدِّثُونَ وَيُحَدَّثُ لَكُمْ ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ يُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ


« حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحَدِّثُونَ وَيُحَدَّثُ لَكُمْ ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ يُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ »[1]
أورده المصنف في باب مقام المخلوق. وبهامشه قال المصنف أن الحديث رواه البزار ورجاله الصحيح.

والحديث رواه البزار : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ زَاذَانَ ، :قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحَدِّثُونَ وَيُحَدَّثُ لَكُمْ ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ يُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ " قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ.[2]
1. تخريج الحديث:
والحديث أخرجه الزهري[3]، والهيثمي[4] في كشف الأستار.
2. بيان حال السند ورتية عدالتهم:
في الحديث خمسة رواة ، أما تراجم ورتبة عدالتهم كما يلى:
أ. يُوسُفُ بْنُ مُوسَى
       لم أجد البيان المتقن للراوي ، أتوقف على رتبته.
ب. عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ
هو عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد الأزدى ، أبو عبد الحميد المكى ، مولى المهلب بن أبى صفرة ( مروزى الأصل)، من الطبقة :  9  : من صغار أتباع التابعين ، سنة الوفاة :  206 هـ ، رتبته عند ابن حجر: صدوق يخطىء و كان مرجئا أفرط ابن حبان فقال : متروك . ورتبته عند الذهبي: قال أحمد: ثقة يغلو فى الإرجاء ، و قال أبو حاتم : ليس بالقوى. وقال الآجري عن أبي داود: ثقة .[5] ولم يسمع عن سفيان الثوري؛ وجدنا في السند انقطاع.
ج. سُفْيَانَ
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى ، أبو عبد الله الكوفى ( من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد)، سنة المولد :  97 هـ ، من الطبقة :  7  : من كبار أتباع التابعين ، سنة الوفاة :  161 هـ ، خ م د ت س ق  ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)، رتبته عند ابن حجر:  ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة ، وكان ربما دلس، ورتبته عند الذهبي :  الإمام ، أحد الأعلام علما و زهدا ، قال ابن المبارك : ما كتبت عن أفضل منه ، و قال ورقاء : لم ير سفيان مثل نفسه.[6]
د. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ
هو عبد الله بن السائب الكندى ، و يقال الشيبانى ، الكوفى، من الطبقة :  6  : من الذين عاصروا صغارالتابعين، رتبته عند ابن حجر: ثقة ، ورتبته عند الذهبي: ثقة. [7]

ه. زَاذَانَ
هو زاذان أبو عبد الله ، و يقال أبو عمر ، الكندى مولاهم الكوفى الضرير البزاز، من الطبقة : 2: من كبار التابعين، سنة الوفاة : 82 هـ ، رتبته عند ابن حجر:  صدوق يرسل ، وفيه شيعية ، رتبته عند الذهبي:  ثقة.[8] وقد أرسل الحديث.
الحكم على الحديث:
بعد تتبع السند نرى أحوال الرواة ورتبتهم: يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: أتـوقف / عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ: ثقة / سُفْيَانَ: ثقة / عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ: ثقة / زَاذَان: ثقة ، وقد أرسل ولم يذكر الصحابة. ووجدنا أن في السند انقطاع؛ أن عَبْدُ الْمَجِيدِ لم يسمع من سفيان الثوري.
وانقطاع السند وإرسال زاذان يجعل الحديث ضعيفا؛ لأن المرسل حديث ضعيف عند جماهير المحدثين والشافعي وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول، كما قاله السيوطي في تدريب الراوي[9]. لذلك أقول أن الحديث ضعيف.


[1]  مفاهيم (90)
[2]  أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، مسند البزار، ج5، رقم 1925 ( المطبوع باسم البحر الزخار )، (المدينة المنورة : مكتبة العلوم والحكم، بدأت 1988م ، وانتهت 2009م ) ط.1، ص308، المحقق : محفوظ الرحمن زين الله وغيره.
[3]  محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري، الطبقات الكبرى ، 2/194 (بيروت: دار صادر،1968 م) ط.1 ،  المحقق : إحسان عباس.
[4]  نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة (1/321).
[5]  تهذيب التهذيب (21/382، رقم 724). تهذيب الكمال (18/271، رقم 3510).
[6]  تهذيب التهذيب (14/169، رقم 200). تهذيب الكمال (11/154، رقم 2407). السير (13/263، 82).
[7]  تهذيب التهذيب (20/197، رقم 395). تهذيب الكمال (14/558، رقم 3289).
[8]  تهذيب التهذيب (13/1، رقم 565). تهذيب الكمال (9/263، رقم 1945).
[9]  عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ج1 (الرياض: مكتبة الرياض الحديثة ،د.س) د.ط، ص198، تحقيق : عبد الوهاب عبد اللطيف

No comments:

Post a Comment